الثلاثاء، 17 مارس 2015

http://star-news.n2ta.com مجلة نجوم الأدب والشعر تكتب عن "الرصاصة تقتل مرتين"


الكاتب السوري محمد تركي الدعفيس يخص نجوم الأدب والشعر بحديث عن روايته (الرصاصة تقتل مرتين)

الكاتب السوري محمد تركي الدعفيس يخص نجوم الأدب والشعر بحديث عن روايته (الرصاصة تقتل مرتين)

ﺍﻟﺪﻋﻔﻴﺲ ﻳﺠﻌﻞ “ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺗﻘﺘﻞ ﻣﺮﺗﻴﻦ ” ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﻤﻮﺟﻌﺔ
ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻜﻴﻦ ﻳﻨﻐﺮﺱ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓﻴﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻊ، ﻭﻳﺴﺘﺜﻴﺮ ﺍﻵﻻﻡ، ﻭﻳﺼﻒ ﺑﺸﺎﻋﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻱ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﻘﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺿﻴﻘﺔ ﻭﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻪ ﺑﻤﻦ ﺗﻄﺤﻨﻬﻢ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ.
ﻭﺗﺮﺻﺪ ﺭﻭﺍﻳﺔ “ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺗﻘﺘﻞ ﻣﺮﺗﻴﻦ ” ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﺮﻛﻲ ﺍﻟﺪﻋﻔﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺃﻭﻟﻬﺎ “ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ” ﻭﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻨﻤﻨﺎﺕ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻋﺎﻡ 2012، ﻭ “ﺭﺣﻴﻞ ” ﻭﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﺻﺪﺭﺕ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻋﺎﻡ 2014، ﻭ ” ﻻ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺤﻠﻢ ” ﻭﻫﻲ ﻗﺼﺺ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﺻﺪﺭﺕ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﺎﻡ 2014، ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﻃﺎﺣﻦ ﻻ ﻳﺪ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻪ، ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺗﻮﻧﻪ ﺑﻼ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻷﻱ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﻨﺄﻱ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻋﻨﻪ.
ﻳﻤﺘﺪ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻭﻱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻄﺎﻝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ، ﻛﻤﺎ ﺗﻄﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻛﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺣﺒﻠﻰ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ ﻭﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ،ﻭﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﺇﺩﺍﻧﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﻨﻒ، ﻣﺠﺪﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﻒ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ، ﻭﻻ ﺗﺸﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ.
ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺷﺘﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﺮﺗﻬﺎ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻭﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻖ ﻳﺠﺒﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻐﺖ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ.
ﻭﺗﺤﺮﺽ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﺂﻻﺕ، ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻼﺳﺘﻔﺴﺎﺭ، ﺍﻟﻤﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺔ ﺷﺎﻋﺮﻳﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻳﺘﻜﺸﻒ ﻣﺂﻟﻪ ﻣﻊ ﺗﻘﻠﻴﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ، ﻟﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻻ ﻳﺼﻴﺐ ﻗﺘﻼﻩ ﻭﺣﺪﻫﻢ، ﺑﻞ ﻳﺼﻴﺐ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻴﻘﺘﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ، ﻭﻳﻘﺘﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ.
ﻭﻳﺮﻛﺰ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺭﺩ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻟﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺻﺪﻳﻘﺎً ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﺤﻮﺍﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺨﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻴﻔﻘﺪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﻬﺎﻥ ﺳﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﻭﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﻜﺴﻮﺭﺍً ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﺳﺎﻗﻴﻪ ﻭﺑﺎﺕ ﺭﺟﻼً ﻣﻠﺘﺼﻘﺎً ﺑﻜﺮﺳﻲ ﺫﻱ ﻋﺠﻼﺕ، ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻓﺾ ﺑﻌﻨﺎﺩ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﺠﺮﺩ ﻇﻞ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎً، ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﺣﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺳﺮﻕ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻗﻴﻪ.
ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﺗﻬﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ 200 ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻭﻫﻲ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺮﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ.

الخميس، 12 مارس 2015

الكاتب عبدالسلام هلال يقرأ في روايتي "الرصاصة تقتل مرتين"

قراءة في رواية : الرصاصة تقتل مرتين .. للكاتب محمد تركي الدعفيس
الاسم والفكرة :
عن فكرة الرواية وعنوانها كان أول إنطباع لي حولها أن الرصاصة قد تقتل ألف مرة وليس مرتين فقط .. فقد تقتل شابا تموت أسرته الف مرة كل يوم .. وتقتل حلم شباب الوطن في حياة أفضل .. وقد تقتل الوطن بأكمله أو حتى مستقبله .
الزمان والمكان :
الرواية تدور أحداثها في الفترة التي مهدت للربيع العربي سواء في تونس أو مصر ومن بعدهما سورية .. والمكان أيضا يلعب دور كبير من حيث طبيعته والتنوع والانتقال فيه ما بين القرية والمدينة والجبل والاحراش والمزارع والمسجد والبيوت .. رواية تضج بالحياة ما بين حركة البشر وتنوع أماكن وتغير وقت ومرور زمن على الاحداث .. وقد ووفق الكاتب في كل هذه النقلات مما اعطى بعدا حياتيا جميلا للرواية .
وقد ركز الكاتب على بيان أهم أسبابي الثورة والظروف التي أفضت الى حتمية الثورة رغم أن العقلية العربية بطبيعتها غير ثائرة وتميل للدعة والتعايش مع الأمر الواقع .
الشخوص والحوار في الرواية :
وقد دارت الرواية في إطار علاقات متشابكة جدا كطبيعة حياتنا العربية التي تتميز بوجود تداخلات بين البشر في كل مكان ووجود أسباب كثيرة للتعايش ..
وقد وظف الكاتب هذه العلاقات بشكل جيد أعطانا احساس بطبيعية المشهد كله .. ولم نجد فيها افتعال ربما لأنها واقعية تأريخية ( إن جاز هذا التعبير ) .. وربما أننا رأينا في الواقع العربي ما هو أغرب من الخيال .
الراوي هو أحد أهم أبطال العمل مع طرفين من أطراف النزاع .. وإن كانت فكرة الثورة والإنقضاض عليها والمتاجرة بها هي البطل الحقيقي للعمل .. حيث أبرزهما الكاتب كأحد أهم أسباب الإجهاض التي تعرضت له الثورات العربية ..
وقد رسم الكاتب الشخصيات بلا تفاصيل كثيرة ودون حوارات كثيرة .. ورغم أن الحوار كان قليلا وبالبلهجة المحلية السورية في أغلبه إلا أنه جاء مكثفا بلا تطويل وأفاد في ابراز المطلوب منه .. وقد غلب الحوار الداخلي (المنولوج ) للبطل لشرح أبعاد كثيرة مما يساعد على وصول الفكرة دون ارهاق للقارئ في تفاصيل قد لاتفيد العمل كفكرة .. وإن كنت أعتقد أنها كانت مهمة جدا للمتعة في السرد والتخيل ..
ورغم هذا فأنا أجزم أنها ممتعة جدا لدرجة أنني قرأتها في أربع ساعات فقط .. ولذا فهي في اعتقادي مهمة جدا للتأريخ لثورة شعب وقد تأخرت كثيرا في نشرها لأن التوثيق الأدبي للأحداث السياسية في منتهى الأهمية .. خصوصا حينما تتم كتابته بحرفية ومهارة وإنصاف ووصف دقيق لما خلف الصور .
أكملت قراءة الرواية حتى كلمة - تمت - الحقيقة وقد عشت معها فصلا رائعا من حلقات الثورة السورية ملئ بالصراحة التي فتحت أبوابها لكثير من تأويلات أسباب علاتنا في العالم العربي وتظهر بجلاء أصل الداء الكامن في النفوس الضعيفة التي أضاعت وتضيع وستظل تضيع أصل ومعنى الحكاية وحق الشعوب المسحوقة في حياة أفضل .
وتقودنا سطور الرواية لسؤال مهم جدا لابد أن نظل نسأله لأنفسنا : إلى متى سنظل نحارب طواحين الهواء ونقف كمثقفين مكتوفي الأيدي مكبلين برؤية الجهلاء من العامة والجهمية والطامعين والمرتشين ومتاجري الدين والوطنية ومحتكري الحقيقة والثروة ؟
وقد بينت علاقة الحب الذي بتره الكاتب كما بترت ساقي البطل أن كثير من العلاقات اليوم في سورية بترت حتى داخل البيت الواحد .. هناك ازواج انفصلوا.. أخوة قاطعوا بعضهم بعضا تبعا لموقفهم من الأزمة وهذا البتر دلالة على :
إنحسار فعلي للموجة الأولي والحقيقية للثورة السورية .
التفكك والانفصام الذي ضرب جذورة في المجتمع السوري كله .
وقد حدث مثل هذا التصدع في المجتمع العربي كله كما نرى في كثير من الدول .. حيث أن غالبية الشعوب العربية لم تتأثر بمعنى الثورة الحقيقي .. فلم يغيروا كثيرا من مواقفهم السابقة .. ومازالوا على استعداد للتعايش مع الأنظمة القديمة طالما يتحقق لهم كل مطامعهم حتى لو تحول هذا الامل لمجرد الحياة فقط .
نجح الكاتب برسم صورة كلية لنشاط القرية الذي تمثل في رصد كل التأثيرات التي اجبرت الناس على الابتعاد.. غيرت العادات.. فهناك زحام على الفرن.. وعلى اسطوانات الغاز.. هناك تذمر من أن الثورة قامت نتيجة هذا ولكن الأمور لم تتغير على الناس البسطاء.. فقط تعطلت مصالحهم وصار هناك بطالة رهيبة وهناك اناس تركت عملها بسبب صعوبة التنقل بين الاماكن وخطورته على حياتهم لشدة القتال .
نقطة أجدها مهمة وهي التركيز على الجانب الحربي في القضية مع أنها رواية إنسانية بالأساس ولذا جاء السرد في حالة مشهدية عالية غلب عليها الطابع السينيمائي وركزت على الجانب الحربي من الصراع .. وقد كان مبررا الى حد ما لإبراز أن الذين استفادوا من الصراع هم أول من فر حينما تطلب منهم الثبات .. وهذه المشاهد قد تم توظيفها جيدا داخل اطار الرواية .. لتقول أن الانتهازي سرعان ما يفر حينما تشتد الخطوب وتبدأ الإختبارات الحقيقية .
وأهمس في أذن صديقي الجميل أن رؤيتك السياسية رائعة جدا وقد حاولت أن تضمنها عمل أدبي فلا تدع السياسة والصحافة تغلب الأدب ..
أنت مبدع بالمقام الأول ونحن نتلقى عملك كقاص رائع بعيدا عن رأيك السياسي أو عملك الصحفي .
وبما أنها تجربة أولى فحتما تفوتنا أشياء والحقيقة أن حديثي عن الرواية نابع من قلب قارئ مخلص أحب الرواية واستمتع بها جدا وطلب لها الكمال .
أتمنى أن أكون وافقت في عرض وجهة نظري وان تقبلها من صديق وقارئ مخلص . متمنيا أن أقرأ التكملة كاروع ما يكون ...
هذا ما فهمته من الرواية كقارئ أحب العمل الأدبي واستمتع به وهو ما دفعني لكتابة سطوري هذه فأرجو أن تتقبلها من قارئ مخلص للأدب .. خالص تحياتي ..

قناة الدروب الفضائية تكتب عن "الرصاصة تقتل مرتين" http://aldroobtv.com/news.php?action=show&id=447

ما بين الرغبة في حياة أفضل والانكفاء إلى جحيم العزلة تراوح رواية الكاتب السوري محمد تركي الدعفيس
، راسمة إطاراً من أمنيات لا تتحقق، ورغبات تنقطع قبل أن تحمل أصحابها وتوصلهم إلى حيث يريدون
رواية "الرصاصة تقتل مرتين" الصادرة عن دار الانتشار اللبنانية ونادي الباحة الأدبي،
وهي الإصدار الرابع للمؤلف بعد "على حافة الأمنية" الصادرة من سورية عام 2012،
و"رحيل" وهي مجموعة قصصية صادرة عن دار الأدهم المصرية 2014، ومجموعة القصص القصيرة جدا
"لا وقت للحلم" الصادر عن الدار نفسها عام 2014 أيضاً، تبدو رواية واقعية بامتياز تثير الرغبة
في مطالعتها ابتداء من عنوانها الذي يفتح باب الدهشة على الأسئلة، وانتهاء بصفحتها الأخيرة
التي يتساءل فيها البطل "عمّن سرق ركبتيه" اللتين قيل عنهما حينما بترتا أنهما
"وسامه الملتصق معه حيثما حل". تموج الرواية الواقعة في 200 صفحة من القطع المتوسط
بحكايات الحياة والموت والفقد، وبقصص الانفتاح على الآخر، وكذلك برغبة الاعتزال، مركزة بشدة
على إدانة العنف الذي تخلص في النهاية لتأكيد أن كل من تدحرجوا في عجلته نالتهم الخسارة
على الرغم من انتهازية كثيرين منهم. وتعبق الرواية بحكايا متداخلة متشابكة كتشابك المجتمع،
كاشفة أن هذه العلاقات باتت متفسخة متناحرة مثل تفسخ وتناحر مجتمعها الذي تجلى مع بدء تباشير
ما سمي بالربيع العربي الذي تدور أحداثها في خضمه.
وتركز الرواية التي حملت لغة سردية شعرية مدهشة ومعبرة على الضحايا الذين طحنتهم الصراعات، فدفعوا الثمن دون أن يكون لهم الخيار في الانحياز إلى هذه الجهة أو تلك، ولعل الكاتب بدا منحازاً بشدة لهؤلاء، حيث وضع إهداء الرواية لهم في صفحتها الاستهلالية بقوله " إهداء.. إلى كل الضحايا". يقود المؤلف أحداث روايته من نقطة ذروة، متنقلاً بين الأحداث في المكان والزمان بربط محكم، موغلاً داخل نفوس شخصياته، مستخدماً حوارات مقتضبة عمّقت رصده لانعكاسات الأحداث على الشخوص، مركزاً على تقنية السارد العارف بما يتيح له الغوص في مونولوجات داخلية لبطل روايته، على الرغم من أنه حرص على ألا يرسم تفاصيل كثيرة للشخصيات الثانوية. الرواية ممتعة للقراءة، وتفتح أبواب التأويل حول المشاكل التي يعانيها عالمنا العربي، والتي تتجلى في الانتهازية والنفوس الضعيفة، ووقوف المثقف مكتوف اليدين أمام طغيان الجهلاء والمتاجرين بالدين والوطنية والطامعين بالثروات. وعلى الرغم من أن الرواية تبدو في ظاهرها متكئة على الحدث السياسي، إلا أنها تغوص بعيداً في الانعكاسات الاجتماعية للأحداث، معرجة إلى فكرة الثورات والانقضاض عليها والمتاجرة بها، ما يجعلها رواية جديرة بأن تصنف ضمن الأعمال التي تنتهج التوثيق الأدبي للحدث السياسي بتعرجاته ومنعكساته الاجتماعية والاقتصادية، مركزة على التصدع والشرخ الذي ضرب علاقات الحب، وضرب علاقات البيت الواحد، فانقسمت الأسرة بين تيارات كثيرة، وفقد كثيرون الأمان والثقة، مصورة عبر مرور بعيد عن المباشرة حال التفكك والانفصام الذي ضرب جذوره في المجتمع السوري، كما ضرب كذلك في المجتمعات العربية الأخرى سواء تلك التي اشتعلت فيها الثورات أو التي تراقب ما يجري في المنطقة القريبة حولها. ويرصد الكاتب بحرفية عالية حركة نشاط القرية، وكيف تنقطع بدورها عن التواصل مع المدينة بعد تأثيرات أجبرت الناس حتى على ترك أعمالهم حيث باتت "الطرق جحيماً يتوالد فيه الموت كل حين"، وخوفا على حياتهم من "قتال يتدحرج من شارع إلى شارع، ومن مدينة إلى أخرى". وتأتي الرواية في سردها محملة بحالة مشهدية عالية موظفة في الإطار العام بتناسق يحقق غايتها، ويجعلنا مع نهايتها نقلب غلافها الأخير دون أن نستطيع أن الأسئلة التي تطرحها عن أذهاننا.
image

صحيفة سبق تنشر خبر توقيع روايتي "الرصاصة تقتل مرتين" http://sabq.org/AO0gde

عن خريج الحقوق الذي يحلم بتحقيق العدالة

"الدعفيس" يوقع روايته "الرصاصة تقتل مرتين"

"الدعفيس" يوقع روايته "الرصاصة تقتل مرتين"
سبق- الرياض: وقع الكاتب "محمد الدعفيس"، روايته الجديدة، التي تعرض للأحداث الدامية التي تشهدها سورية، أرضية لها، فتتحدث عن الأحلام المجهضة والمبتورة، ولا يكتمل حلم بطلها المتطلع لغد أجمل لوطنه، كما لا تكتمل علاقة الحب التي تجمعه بزميلةٍ له بعدما تفرقهما مواقفهما المتناقضة مما يجري في وطنهما.
 
تعرض الرواية لخريج من كلية الحقوق يحلم بدخول سلك القضاء؛ ليحقق بعض العدالة، وحينما تشتعل الأحداث وتقتل رصاصةٌ أحبَّ أصدقائه إليه، يتخلى عن حلمه الوظيفي، لتقتل معها كل قيم الحب والتسامح والجمال، ويتحول بدوره ليقتحم دائرة العنف المتبادل الذي لا يتوقف.

الجمعة، 13 فبراير 2015

صهوة

أيها الآتي على صهوة الأشواق، ترجل.. فما عادت جيادنا تحمحم.. وما عدنا سوى امتداد صوت مكسور في فيافي الضياع.

الاثنين، 9 فبراير 2015

صحيفة فنون الخليج تكتب: “على حافة الأمنية”.. أطياف الغربة والرحيل للكاتب “محمد الدعفيس”

“على حافة الأمنية”.. أطياف الغربة والرحيل للكاتب “محمد الدعفيس”



"على حافة الأمنية".. أطياف الغربة والرحيل للكاتب "محمد الدعفيس"




تتجلى في “على حافة الأمنية” الكتاب الصادر أخيرا للزميل محمد الدعفيس، التجربة الانسانية فيما يمكن أن تتجازوه مشكلة التصنيف إلى بر التجربة لا أكثر، فالكاتب وسم نصوصه بـ”حالات”، وهي تنويع نثري يجمعها طيف من الوجع والألم. تتشبث النصوص بأسئلة كبرى عن الأمل والغربة، حيث يشكل هذا التضاد مزيج تلك التركيبة الفنية في معظم النصوص، ومن ثم تتشكل معاني أدق وصولاً كالحرمان والأطياف الشاقة المعذبة. والطيف هو المحرك الخفي خلف بنية الإشكالات العديدة والمتكررة على طول صفحات الإصدار، إنه يحمل في أسراره وجه الحبيبة الغائبة، وذكراها، وكذلك مذاق الأحلام التي تصارعه في لياليه الخالية، وحينها يعتلي الرحيل مروية الطيف هذه ليمزقه، ويحيله حقيقة ماثلة ثقيلة. وهنا يلتمع في روح القارئ ذلك الوجع..
تحت وسادتي أضع مفتاحا
علّ الحلم يأتي بها
علها على طرف سريري تنطوي
تمسح عرقا تصبب على جبهتي
تهمس لي.. أحبك
أتلمس حين أصحو
بعض طيفها على وجنتي
وتذكرة رحيل..
وهو بهذا الطيف يمضي، كأنه يمضغ وقته وشجنه، إنه أبعد ما يوصف بالسلوان، لكنه أقرب لوحشة الحرمان، التي لا يشتت حضورها مثل المناجاة، ولا غير مناجاة الطيف..
أطلي عليّ
عبيرا
طيفا
محض تهيؤات
أطلي كيفما كنت
كيفما شئت..
ويسترسل في بوح صادق، ولغة صافية هادئة، تنسل من روح اصطدمت بحاجة للبوح كمخرج داخلي آمن وناجع ربما، يضفي على الليل سلامه، ويعيد للصباحات مذاقها المعهود، مع عادات قديمة حميمية خاصة من شرب القهوة والتلذذ بصوت فيروز الملائكي. ولكن السؤال هل تعود تلك الصباحات.. “في صباحات لا يتراءى طيفك يصبح للنهار طعم الرحيل.. ويهجر الليل سمّاره.. ويغرق القمر في اللجة.. للحزن طقس لا يخطئني.. تنهار على ضفتيه مقاومتي.. وتنتحر دعواتي للفرح.. للحزن أنين.. مثل ناعورة قديمة.. يغزل مواويل الفراق.. يعزفها على وتر مبحوح.. يستفز العبرات.. ويعربد في مسرح الدموع”. إنه “طقس الحزن” و”الحزن وطن”، ويجيء في نصوص أخرى في هيئة “حزن مسعور” يكرر معنى الفجيعة، فالكاتب تمزقه أوجاع صامتة بما يحل بوطنه، حيث لا يفهم من مشهد الدمار سوى مشهد الضحية، تلك التي ماتت دون ذنب، فالفجيعة هي الثقب الباهر الذي دفع كل الأوجاع لتطوق شتى عذابات الكاتب الصامتة، فهي الدافع الرئيس، وهذا هو الإصدار الأول للكاتب يأتي في هيئة هذه المعالجة الصادقة، حيث دونت نصوصه في عفوية تامة على صفحته بالفيسبوك ما بين عاميّ 2011 و 2012 ، وحيث ما زالت الفجيعة تضرب طبولها في سورية الحبيبة. وفقا لما نشر بصحيفة الوطن أون لاين .
 http://artsgulf.com/?p=115361

هطول وأحزان

وكيف أنتظر الهطول.. ومواسم غيثي جففتها الأحزان؟!